الشيخ إبراهيم محمد حسين والجبهة المتحدة لتحرير الصومال الغربي (أوجادين)
مسلمو أوجادين يعانون من التطهير العرقي
إعداد: عبده مصطفى دسوقي
تعتبر قبائل أوجادين أحد بطون قبيلة الطارود (دارود) وهي قبيلة كبيرة تقطن في إقليم أوجادين والإقليم الشمالي الشرقي من كينيا، وكذلك في الأجزاء الجنوبية من الصومال وهي قبيلة ثرية، وتنقسم قبيلة أوجادين إلى بطنين كبيرين هما مقابل وميرولال، وتعتبر الأخيرة من أكبر البطون في هذه القبيلة.
وتعتبر هذه القبيلة هي حاملة لواء الشعر والفروسية والكرم والشجاعة في المجتمع الصومالي ولا ينازعها أحد، ولقد تحملت هذه القبيلة عبء الدفاع عن تماسك الصومال مرارًا وتكرارًا، وأنقذت نظام زياد بري من القلاقل والانقلابات على أمل أن يكون سببًا لتحرير بقية الأراضي الصومالية إذ كانت سنده الرئيسي، إلا أنها تخلت عنه جزئيًّا في نهاية المطاف، عندما رأت أن الشعب الصومالي لفظ هذا النظام وأن نجمه قد أفل، وعندما يئست من إصلاحه أو تغييره، مما أسرع بسقوطه.
وأمراء هذه القبيلة هم عشيرة بني ورفا الذين استطاعوا توحيد الصومال تحت إمرتهم في عهد الأمير نور عبطي (الخانق)، الذي كان له دور بارز في توسيع رقعة الأرض التي تسكنها قبيلة أوجادين؛ فقد استمرت معاركه ما يزيد على ثلاثين عامًا.
ويبلغ عدد السكان حوالي ثمانية ملايين نسمة تقريبًا، والإسلام دين الأغلبية من جميع هذه العناصر، ووصل الإسلام إلى المنطقة عن طريق العناصر العربية التي تعمل بالتجارة ومعظمهم من المهاجرين من اليمن وحضرموت، ويتكلم سكان أوجادين اللغة الصومالية بجانب اللغة العربية كلغة التعليم في المساجد والحلقات العلمية.
نجحت بريطانيا في إقامة محمية عسكرية عام 1839م لحماية مصالحها في خليج عدن، وفرضت سيطرتها على المنطقة حتى زاحمتها فرنسا عام 1860م، ثم إيطاليا سنة 1889م، ونجحت كل هذه الأطراف في تقسيم منطقة القرن الأفريقي إلى دويلات وإقامة تحالفات علنية وسرية مع بعض القبائل هناك، لضمان مصالحها سيما أثناء النزاع البريطاني الإيطالي في فترة الحرب العالمية الثانية.
سلمت بريطانيا إقليم أوجادين إلى إثيوبيا في عام 1954م، وبعد أن استولت إثيوبيا على أراضي أوجادين بمساعدة الدول الأوروبية ما زالت تمارس كل صنوف الاضطهاد طوال أكثر من قرن ضد الأبرياء من قتل وتعذيب، وتشريد وتهجير، وتجويع وتجهيل، وإبادة جماعية، وتصفية عنصرية، وتطهير عرقي، وكل هذه الأساليب الوحشية لا تزال مستمرة إلى اليوم؛ لذا يحاول شعب أوجادين أن يدافع عن نفسه أمام ممارسات الحكومات الإثيوبية الاستئصالية ضد هذا الشعب البائس.
لقد تكونت أساسًا عن ثلاث جبهات اتحدت واندمجت تحت الاسم الحالي، وهي:
1- الاتحاد الإسلامي في أوجادين.
2- جبهة تحرير الصومال الغربي.
3- جبهة الشعب لتحرير الصومال الغربي.
ولقد تأسست الجبهة عام: 1991م، وتهدف إلى:
1- تحرير إقليم أوجادين من الاحتلال الإثيوبي.
2- إقامة كيان مستقل ذي سيادة للشعب المسلم في إقليم أوجادين.
ويتكون الهيكل الإداري للجبهة من 3 مجالس:
1- مجلس الشورى (30 عضوًا).
2- المجلس التنفيذي (11 مكتبًا).
3- السلطة القضائية (3 أعضاء).
ولقد استطاعت الجبهة أن تقف أمام الزحف الإثيوبي على الصومال طوال هذه الفترة، ولو الله ثمَّ المجاهدون في أوجادين لاجتاحت إثيوبيا على الصومال قبل أمد بعيد، كما استطاعت الجبهة عقد ثلاثة مؤتمرات شعبية جماهيرية في أوجادين بمستوى المنطقة، وصدر منها جميعًا قرار واحد وهو "الاستقلال عن إثيوبيا بأي ثمن" مما أعطى الجبهة تفويضًا شعبيًّا لمواصلة مسيرة التحرير حتى الفوز أو الشهادة، وأجبرت الجبهة الحكومة الإثيوبية أن تجري مفاوضات سياسية مع الجبهة 7 مرات؛ مما يدل على قوة الجبهة في الميدان.
هذا وما تزال الجبهة تمثل حجر عثرة أمام استخراج وتصدير الغاز الطبيعي إلى الخارج في ظل الاحتلال، وأثبتت للعالم أنه لا يتم ذلك إلا مرورًا ببوابة أصحاب الحق؛ الشعب المسلم في أوجادين ومقاومته المتمثلة في الجبهة.